هاشم مستور.. موهبة دخلت خندق الاستعراض لتحتضر في المهد

هاشم مستور.. موهبة دخلت خندق الاستعراض لتحتضر في المهد
الخميس 14 مارس 2019 - 09:30

نُجوم تسطع في السماء على حين غرة وتأفل في لمح البصر، مهارات تأخذ الألباب ويتوقع لها الجميع أن تسحر العالم، نجوم شباب كحكاية عابرة بمهارات عالية، فنيات من عالم الكرة الجميلة، لكن كل شيء يصير كأنه كما لم يكن، ذكراهم تحل وتغيب كضوء القمر الذي ينتهي مع بزوغ فجر يوم جديد، قصة هاشم مستور المغربي الذي سحر العالم بفنياته وتوقَّع الجل أن يكون ميسي أو نيمار العرب، لكن قصته انتهت قبل أن تنطلق.

هاشم مستور ابن مدينة ريجيو ديميلي الإيطالية، موهبته الكروية بزغت قبل بلوغه سن العاشرة مع فريق بلدته المحلي، مهارة ذو الأصول المغربية جذبت إليه أنظار الأندية هناك في إيطاليا، انتقل بعدها إلى رجينا التي لم يعمر بها طويلا بسبب الصراع بين “القطب الأحمر” و”الأزرق” لميلان على استقدامه، الإنتر سعى لجلبه بأي ثمن اتفق مع عائلة اللاعب على أن يلعب في صفوفه عند وصوله سن 16، لكن أموال ميلان غيَّرت كل شيء، 500 ألف يورو كانت كفيلة بخطف اللاعب وإقناع أوليائه بأن قلعة “السانسيرو” أفضل بالنسبة إليه، ليصير ابن 14 نجما فوق العادة وحديث الإعلام.

لم يتوقف الأمر عند هذا، مطلع عام 2014 نشرت شركة “ريد بول” مقطعا ظهر فيه مستور والنجم البرازيلي نيمار، الفيديو لقى نجاحا خياليا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أظهر المغربي مهارة فنية عالية استطاع من خلالها مجاراة إيقاع الموهبة البرازيلية التي كانت حديث العالم آنذاك، مهارته الكبيرة في التحكم بالكرة ومراودتها على شاكلة أساطير كرة القدم جذبت إليه عيون العالم في ذلك الوقت، عدد من الفرق الأوروبية طلبت وده لكن نادي الميلان عبر غير ما مرة على أنه متشبث بجوهرته التي كلفته نصف مليون يورو.

مستور مباشرة بعد ذلك ظهر بمستويات باهتة، جعلت بقاءه في الميلان على المحك، الذي سيعيره بعد ذلك لنادي ملقا الإسباني سنة 2015؛ “الأندلسيون” وقعوا معه لموسمين على سبيل الإعارة، موسمان لم يلعب خلالهما مستور على المستطيل الأخضر سوى دقائق معدودات، دقائق ظهر فيها مستور كأنه لاعب من درجة دنيا وليس على غرار ما كان متوقعا منه، ليعود سريعا إلى الميلان التي أعارته من جديد لنادي زفولة الهولندي، الشاب هناك و”بالإردفيزي” ظهر في ست مناسبات يتيمة لم يسجل فيها أي هدف، ليعود للميلان للمرة الثالثة، عودته للميلان فتحت أمامه حربا جديدة واجه فيها المدرب الإيطالي المعروف بصرامته جينارو غاتوزو، الذي قالها بصريح العبارة “عليه أن يتوقف عن نشر الفيديوهات والتركيز في الملعب ليستعيد مستواه أو سأقتلع أسنانه”، وذلك بسبب حرص مستور المستمر على نشر مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يستعرض من خلالها مهارته الفنية، الأمر الذي اعتبره “الإيطالي” يؤثر على اللاعب في التدريبات وعلى المستطيل الأخضر.

الرياح مرة أخرى حملته إلى اليونان، هناك ارتبط مع نادي ليميا بعقد انتقال حر صيف العام الماضي، بعد أن فك ارتباطه نهائيا مع ميلان، هناك بين الجدران الإغريقية ظهر مستور تائها، إذ لم يشارك سوى في ست مباريات فقط، اعتبرها جل المتتبعين الكرويين لا تعبر عن حجم موهبة مستور الكبيرة، ليفجر بعدها النادي اليوناني، يناير الماضي، قضية هروب اللاعب وعدم ظهوره بالمران دون سابق إنذار وعدم معرفة الوجهة التي اختفى بها، قبل أن يخرج الشاب بعد ذلك ليكشف للعالم زيف ادعاء النادي اليوناني ويؤكد أنه سافر إلى إيطاليا من أجل العلاج فقط بعد أن أصيب في وقت سابق، ليتم بعد ذلك الإعلان عن فسخ العقد بين الطرفين، الأمر الذي فتح بابا عريضا من التساؤلات حول نهاية مسار قبل بدايته، أم كانت بداية نهاية.

حكاية ذو الـ20 ربيعا مع المنتخب الوطني دامت مباراة واحدة، والتي واجه فيها “الأسود” المنتخب الليبي سنة 2015 ضمن التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا 2017، مباراة شارك بها مستور لثلاث دقائق، وكانت الأخيرة التي لم تطأ بعدها قدماه النخبة الوطنية، ثلاث دقائق حقق بها رقما واحدا، رقم انحصر في كونه أصغر لاعب يشارك مع المنتخب الوطني في المسابقات الرسمية وهو ابن 16 عاما.

ابن شمال إيطاليا، فسَّر المتتبعون الكرويون هذا الانحدار ولعبه لأربعة نوادي دون تجاوزه سن العشرين، بكونه لاعبا استعراضيا فقط، لاعب بمهارة فنية يمكن أن تصلح للإمتاع الاستعراضي لا غير، بالإضافة إلى عدم انضباطه بشكل منتظم مع الفرق التي يمارس فيها ما يخلق له كثيرا من المشاكل، مرجحين فكرة نهاية كروية سريعة وسقوط نجومية لم تظهر سوى على مواقع التواصل الاجتماعي ولم تتفتق خلال أي تسعين دقيقة من اللعب.

اليوم شبح الاندثار والنسيان يلاحق مستور، الذي تنبَّأ له الجميع بأن يحلِّق عاليا في سماء العالمية ويصير أفضل من أنجبتهم الكرة المغربية والإيطالية، لكن واقع الحال أظهر أن مستقبلا مظلما لهذا الفتى العشريني الذي لم يستطع أن يجد له مكانا إلى حدود اللحظة ضمن المنظومة الكروية..

إيطاليا اليونان بول دون ملقا ميلان

‫تعليقات الزوار

3
  • عبد الصمد
    الخميس 14 مارس 2019 - 10:48

    ما وقع لمستور هو ضريبة اختياره اللعب للمنتخب الوطني المغربي، بعد الضغوطات النفسية اللتي مورست عليه من طرف الإيطاليين وهو لازال صغير السن وهذا أمر عادي أن يفقد تركيزه لانعدام التجربة.
    وما يقع لمستور نسخة لسيناريو تاعرابت وكارسيلا والعيساتي (أصغر لاعب عصبة الأبطال عن سن 16) وابراهيم المعروفي (لاعب الانتر ميلان عن سن 18)… وربما أمين حارت في الطريق ونتمنى أن يصحح أخطائه قبل فوات الأوان.

  • كريم
    الخميس 14 مارس 2019 - 12:03

    مستور اكبر خطأ دار نهار قرر يجي يلعب للمغرب وسمح الام ايطاليا كلشي تقلب عليه .كيف بينوه طفوه وسالينا كن ختار ايطاليا دابا كراه في البرصا ولا ريال

  • مغربي
    الخميس 14 مارس 2019 - 14:01

    المشكل هو عدم التواضع و العقل الله يجيب .ماذا وقع للاخرين الذين اختاروا المغرب …زياش. بنعطية المرابط خرجة حجي. و الاءحة طويلة .

صوت وصورة
الركراكي: يونو هو الرقم 1 في حراسة مرمى "الأسود"
الإثنين 25 مارس 2024 - 23:48

الركراكي: يونو هو الرقم 1 في حراسة مرمى "الأسود"

صوت وصورة
بونو يفشل في "الكونترول" ورحيمي وداري ينفجران ضحكا
الإثنين 25 مارس 2024 - 23:47

بونو يفشل في "الكونترول" ورحيمي وداري ينفجران ضحكا

صوت وصورة
"الأسود" ينهون الاستعدادات لموريتانيا في أجواء مرحة وأخوية
الإثنين 25 مارس 2024 - 23:44

"الأسود" ينهون الاستعدادات لموريتانيا في أجواء مرحة وأخوية