ريني جيرارد.. مدرّب التحدّي الذي جاء لـ"وداد الأمّة" لعزف أنشودة Wydad La Légenda

ريني جيرارد.. مدرّب التحدّي الذي جاء لـ"وداد الأمّة" لعزف أنشودة Wydad La Légenda
الإثنين 1 أكتوبر 2018 - 15:50

لِكُلِّ قصّة نجاح بدايات ونهايات، كما لا يتمنّاها أن تتوقّف عند محطته الجديدة التي وصل إليها اليوم، في طريقه لكتابة صفحة جديدة من سيرة مدرب كرة قدم، ولد لاعبا من رحم المعاناة، توقّف “وراقا” واستمر ليكون مدربا عالميا يراكم التجارب تلو الأخرى.. توقّف الفرنسي ريني جيرارد من جديد ثم اختار أن يركب مغامرة أخرى وهو اليوم مدربا لفريق الوداد البيضاوي المغربي.

فِي غوص بين ثنايا سيرته الذاتية، ريني جيرارد “نموذج” الانسان الناجح الذي بدأ من “الصفر”، إذ عرف البطالة وهو صغير، كما كان لاعبا ماهرا في جيل الثمانينات للكرة الفرنسية، حين عاشر الجيل الذهبي لفريق بوردو، فيما عاش مدربا في الحقبة الجميلة للكرة الفرنسية التي توجّت بكأس أوروبا للأمم سنة 2000، إذ كان يشغل مهام مساعد المدرب روجيه لومير.

رِيني جيرارد وهو على أبواب مركب محمد الخامس في الدار البيضاء، لا يرغب في أن يعيش نفس “مصير” زميله السابق على رأس المنتخب الفرنسي، روجيه لومير الذي يتذكّر تلك الليلة السوداء، حين رمته المدرّجات بالقنينات، في أمسية هزيمة المنتخب المغربي أمام الغابون، في إقصائيات كأس العالم 2010.. حينها لم يشفع للإطار الفرنسي “عالميته” في الاستمرار لأزيد من سنة على رأس “الأسود”.

فِي المقابل، عاشق موسيقى ميشيل ساردو والمحب لفنيات نجم الكرة الهولندية السابق، يوهان نيسكينس، له نظرته الجميلة للحياة، كيف لا وهو من شبّهته صحافة فرنسا وحده بعبارة “جون دو لافونتين” التي تقول “بقدر ما تكون نهرا هادئا طويلا.. حياة ريني جيرارد جميلة”.. هل تكون أجمل وهي تلامس ضفاف المحيط الأطلسي بأمواجه العاتية؟.. لما يستفيق الشيخ الفرنسي على احتساء قهوته الصباحية أمام صرح المدينة العتيقة في الدار البيضاء، على نغمات “Wydad La Légenda”..

رِيني جيرارد، الذي “علّق الحذاء” سنة 1991، لم ينتظر طويلا قبل خوض أول تجاربه على دكة البدلاء رفقة ناديه “الأم” في نيم، الأخيرة لم تكن إلا نسخة “كاربونية” مماثلة لبدايات المدرب المتعثّرة، حيث تلتها سنوات من “الشوماج”، خصّصها الإطار التقني الفرنسي للتحصيل العلمي في مجال التدريب، وبالموازاة مع ذلك كان يشرف رفقة زوجته على وراقة، سيرّها بالطريقة الأنسب، كما قال في حوار سابق لجريدة “لوموند”.

سَاهم في انعتاق فريق “ستراسبورغ” من الهبوط، قبل أن تعرف مسيرته منعرجا آخر، حين ناداه الإطار الفني إيمي جاكي، المتوّج بكأس العالم رفقة المنتخب الفرنسي ومدربه السابق في بوردو، لشغل مهاهم داخل الإدارة التقنية للاتحاد الفرنسي لكرة القدم، تلى ذلك تنصيبه مساعدا للمدرب روجيه لومير.. تتمة القصّة تتويج بـ “يورو2000” أمام إيطاليا ثم ختام مأساوي بالإقصاء من الدور الأول لنهائيات كأس العالم 2002 في كوريا واليابان.

عَاد جيرارد لنقطة “الصفر”، حين أسندت له مهام تدريب منتخبات الفئات السنية لفرنسا، من U17 إلى “الأمل”، المحطّة الأخيرة التي كوّنت شخصية “المدرب” وميّزت مساره مدربا، حيث عاد لذكرياته مع هذه الفئة وهو يحظى بشرف التتويج رفقة فريق مونبوليي بأول لقب دوري في تاريخ النادي سنة 2012.. قبلها بأربع سنوات، خرج بطريقة “مذلة” من أسوار الإدارة التقنية للاتحاد المحلي.

سَنة 2009، حين قرّر الإشراف على “مونبوليي”، كان الفريق عائدا لتوه إلى “الليغ1” بعد غياب لخمسة مواسم.. حل خامسا في أوّل سنواته، مستثمرا في نواة فريق يعد الأفضل على مستوى الشباب في فرنسا، بدأ يجني ثماره بعد ثلاث سنوات، حين قاده رفاق المغربي يونس بلهندة والفرنسي أوليفييه جيرو إلى “بوديوم” تاريخي لا يكاد يتكرّر اليوم في حقبة الكبير باريس سان جرمان.

أَفضل مدرب في فرنسا لسنة 2012، خاض مغامرة جديدة رفقة ليل الفرنسي، حيث أنهى الموسم ثالثا، كما حافظ على لقبه أفضل مدرب مع نهاية الموسم، إلا أن مساره الأوروبي رفقة “الكلاب” وتراجع النتائج، جعلا ريني جيراد محط انتقادات الأنصار كما الصحفيين، إذ أخلف “عقدة” الأهداف مع إدارة ناديه بحلوله ثامنا في “الليغ1″، ليتم تعويضه بالمدرب هيرفي رونار.. قدر كرة القدم أن يجمع بين الإطارين مجدّدا، أحدهما ناخبا وطنيا والآخر مدربا لأحد أهم الأندية الكروية المغربية.

ودّع جيرارد ملاعب فرنسا على وقع هزيمة تاريخية لفريق نانت (6/0)، شكّلت صدمة للمدرب الذي أشرف في ماي 2016 على تدريب “الكاناري”، قبل أن يفك الارتباط في دجنبر من السنة نفسها مع الفريق ذاته.. توارى بعدها عن الأنظار، ليظهر في مطار محمد الخامس في الدار البيضاء، قبل كتابة سطور أول تجربة له خارج فرنسا، رفقة “وداد الأمة”.

أوروبا إيطاليا الشباب الغابون باريس بوردو ستراسبورغ فا 2000 فرنسا

‫تعليقات الزوار

4
  • متتبع
    الإثنين 1 أكتوبر 2018 - 16:46

    الامة الفداء المقاومة بالفعل فبكرة القدم تحرر المغرب من فرنسا هكذا حكا لنا اجدادنا الذين وهبوا ارواحهم في سبيل الله نعم فعلال بن عبدالله رحمه ضرب ضربة زاوية اصابت وجه القائم العام لفرنسا بالمغرب فكان جزاؤه ضربة بمسدس اردته قتيلا في الحال وكذلك عبد الكريم الخطابي قام بعملية تسلل لم يقو المستعمر تجاوز معترك الجبال الصامدة بالفعل فبكرة القدم والالقاب التي تطلقونها على الاندية تدعونا الى الوقوف وقفة احترام لهؤلاء الابطال….قبح الله سعيكم

  • التطواني
    الإثنين 1 أكتوبر 2018 - 16:47

    اتمنى التوفيق لهذا المدرب مع فريق الامة .لكن احساسي يقول لي العكس .سيرته الداتية ليس في مستوى تطلعات مكونات الوداد( متتبعين ومنخرطين وجمهور) وتخوفه في البداية من مواجهة اتحاد طنجة يدل انه غير شجاع وليس له المام بفرق البطولة الوطنية. الله يدير شي تاويل الخير.

  • جعونة مجبر
    الإثنين 1 أكتوبر 2018 - 18:22

    النموذج الفرنسي أبان عن فشله في كل القطاعات لكن ما العمل مادام في هذا البلد يمجدون كل ما هو فرنسي ويعتبرون فرنسا وحدها في الكون وهناك يقبل بانتقاد المغرب ولا يقبل بانتقاد ماماهم فرنسا

  • khalid lwydadi
    الإثنين 1 أكتوبر 2018 - 20:03

    كون واليدينا عرفوا المسؤولين غادي يوصلونا لهاذ الحالة والله لا حاربوا الاستعمار

صوت وصورة
لاعبون سابقون ومشاكل كرة السلة في المغرب
الجمعة 15 مارس 2024 - 00:55

لاعبون سابقون ومشاكل كرة السلة في المغرب

صوت وصورة
بلخضر وأبو السهل يعلقان على دعوة دياز ورحيمي للمنتخب
الخميس 14 مارس 2024 - 14:43

بلخضر وأبو السهل يعلقان على دعوة دياز ورحيمي للمنتخب

صوت وصورة
افتتاح دوري رمضاني ترحما على الفقيد كمال ليشتاف
الخميس 14 مارس 2024 - 12:42

افتتاح دوري رمضاني ترحما على الفقيد كمال ليشتاف